فقه التعامل مع الوباء كورونا أنموذجا
📚 #فــقـه_الــتـعـامـل_مــع_الــوبــاء ( #كورونا_أنموذجا ). 📚
🖋-من منشورات قناة الفتاوى الشرعية للشيخ/ عبداللّه رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للاشتراك↓
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik ️
---------------------------------
#تـوطـئة
⚖️-حين تزداد الغطرسة والكبرياء، والسعي للفساد في الأرض، وإهلاك الحرث والنسل، والعجب بالنفس، والقدرات، والتقدم الواسع في كل شيء ينزل الله أضعف جنده ليرغم أنوف هؤلاء كما فعل بالنمرود حين أرسل عليه بعوضة: ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ )، ونعم يصيب الله بهذه الجنود من يشاء، ويعم الظالم وغيره: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً)، وكله بكسب الناس إما فعلًا أو سكوتـًا: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾، فهذه المصائب عذاب على الكافرين ورحمة وشهادة للمؤمنين: ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَالَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَأُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾، وفي المتفق عليه: عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي ﷺ قال : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه "، وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله ﷺ عن الطاعون فقال: (كان عذابا يبعثه الله على من كان قبلكم فجعله الله رحمة للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد فيكون فيه فيمكث لا يخرج صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد)، وعند أحمد قال ﷺ: (فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافرين).
#حـسـن الظن بالله
💎-والواجب على المسلم أن يحسّن ظنّه بربه ﷻ، فلا ينتظر السوء ويترقّبه، وفي المتفق عليه قال الله عزّ وجل: (أنا عند ظن عبدي بي)، وفي رواية صحيحة لأحمد والبيهقي وابن حبان: (فإن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله)، وأذكرُ قصة تطبيقية لهذا في البخاري: فعن ابن عباس : أن النبي ﷺ دخل على أعرابي يعوده وكان إذا دخل على مريض يعوده قال : " لا بأس طهور إن شاء الله " فقال له : " لا بأس طهور إن شاء الله "، قال : كلا بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، فقال النبي ﷺ: " فنعم إذن " قيل أن الرجل ما أمسى إلا في قبره؛ لسوء ظنه بربه، وعدم رضاه بقدره: ﴿ وَظَنَنتُم ظَنَّ السَّوءِ وَكُنتُم قَومًا بورًا﴾، ﴿ الظّانّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوءِ عَلَيهِم دائِرَةُ السَّوءِ ﴾، وأخيرا: ﴿وَذلِكُم ظَنُّكُمُ الَّذي ظَنَنتُم بِرَبِّكُم أَرداكُم فَأَصبَحتُم مِنَ الخاسِرينَ﴾، فالواجب أن يحسن المسلم ظنه بربه، ويرجو السلامة والعافية والخير دائما.
#قدر اللّه
🩸-ثم ليعلم أنما ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه فالكل بقدر اللّه وأمره:( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)، ﴿ وَما هُم بِضارّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ ﴾، وفي الصحيح قال ﷺ: " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ".
#أسباب السلامة
🔖-ومع ذلك فيجب على المسلم شرعـًا الأخذ بأسباب السلامة، ولا يحل له أن يلقي بنفسه للتهلكة، ويرد موارد الخطر، والله يقول: ﴿ وَلا تَقتُلوا أَنفُسَكُم إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُم رَحيمًاوَمَن يَفعَل ذلِكَ عُدوانًا وَظُلمًا فَسَوفَ نُصليهِ نارًا وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرًا﴾ فلا يحل للمسلم أن يعتدي على نفسه أو يظلمها بإلقائها في موارد الهلاك ومن ذلك الأمراض والأوبئة التي تنتقل من شخص لآخر، ولذا النبي ﷺ شدد في الأمر لا بالاجتناب وفقط بل الفرار من هذه الأمراض المعدية ففي البخاري أن النبي ﷺ : (وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ)، وعمل بذلك ﷺ بنفسه ففي صحيح مسلم: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ : (ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ)، ولما مر عمر رضي الله عنه بامرأة مجذومة، وهي تطوف بالبيت قال لها: يا أمة الله لا تؤذي الناس، لو جلست في بيتك، فجلست، فمر بها رجل بعد ذلك، فقال لها: إن الذي كان قد نهاك، قد مات، فاخرجي، فقالت: ما كنت لأطيعه حيا، وأعصيه ميتا، والقصة رواه الإمام مالك في موطئه والصنعاني في مصنّفه، ونهى ﷺ المصاب بهذه الأمراض المعدية من مخالطة الناس فقال ﷺ: (لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ)، رواه البخاري ومسلم، وأما حديث: (لا عدوى) فهو نفي لعقيدة جاهلية بأن العدوى تنتقل بنفسها بدون إرادة اللّه كما يقول ملحدو زماننا بأنها طبيعية فهذا هو الذي نفاه النبي ﷺ فهو نفي للاعتقاد الفاسد للانتقال الأمراض تلك، نجد ذلك صريحا في البخاري: قال ﷺ : " لا عدوى ولا هامة ولا صفر " . فقال أعرابي : يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل لكأنها الظباء فيخالها البعير الأجرب فيجر بها ؟ فقال رسول الله ﷺ : " فمن أعدى الأول " . رواه البخاري. فرد النبي ﷺ عليه ردًا عقليـًا؛ ليثبت له أن الله خالق الأسباب ومسبباتها وآثارها.
#الطاعون والأوبئة
🦠-ومثل هذا في موضوعنا وهو الطاعون الذي فسّره بعض أهل اللغة بالأوبئة العامة بشكل عام مثل #كورونا ، فقد جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بوجوب اجتناب الأرض التي هو مصدرها، والناس الذين أصابهم، وحرّم على أهل تلك الأرض الخروج منها، وألزمهم البقاء فيها؛ كي لا ينتشر الوباء ففي صحيح مسلم عن أسامة بن زيد قال ﷺ: (الطاعون آية الرجز ابتلى الله به ناسا من عباده، فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه، و إذا وقع بأرض و أنتم بها فلا تفروا منه)، وفي رواية صحيحة: ( وإذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه)، و في رواية : (إن هذا الوجع أو السقم رجز عُذّب به بعض الأمم قبلكم، أو طائفة من بني إسرائيل، ثم بقي بعدُ بالأرض، فيذهب المرة و يأتي الأخرى، فمن سمع به في أرض فلا يقدمن عليه، و من وقع بأرض وهو بها فلا يخرجنه الفرار منه)، وسبق في بداية المنشور أجر من صبر عليه: ففي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله ﷺ عن الطاعون فقال: (كان عذابا يبعثه الله على من كان قبلكم فجعله الله رحمة للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد فيكون فيه فيمكث لا يخرج صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد)، وعند أحمد قال ﷺ: (فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافرين).
#التزامات شرعية
📌-فلا يحل للمصاب الخروج من حجره الصحي، ولا من الموطن الذي أصابه البلاء فيه، ولا يحل للصحيح الذهاب لأماكن الوباء، ولا الاقتراب من أي مصاب: وفي الحديث الصحيح قال ﷺ: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ)، وحديث: ( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)، ويجب على الجهات المختصة توفير كلما يلزم لحماية المصاب والصحيح.
#رخصة التخلف عن الجمعة والجماعات
🔍- وقد أباح اللّه للمسلم وقت الضرورات ارتكاب ما هو محرّم عليه كأكل الميتة، وحرم عليه إلقاء نفسه للتهلكة: ﴿ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ ﴾، ﴿ وَلا تَقتُلوا أَنفُسَكُم إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُم رَحيمًا﴾، ولهذا رخّص عند الحاجة كبرد شديد أو خوف مرض أو زيادته الانتقال للتيمم حين يكون جنبا: فعن عمرو بن العاص قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي ﷺ فقال: " يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب" فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"، فضحك رسول الله ﷺ ولم يقل شيئا)، وغسل الجنابة واجب إجماعا بل بنص كتاب الله: (وإن كنتم جنبا فاطهّروا)، وهكذا الحامل والمرضع والشيخ الكبير…. أجاز لهم الإفطار وترك ركن من أركان الإسلام وهو صيام رمضان، والانتقال للقضاء أو الفدية، ثم إذا كان شرعنا الحنيف قد رخّص في ترك الجمعة والجماعة وقت المطر والدحض وكذا شدة الريح والبرد وكل ذلك حتما لا يؤدي لهلاك فكيف بهذه الأوبئة التي تفتك بكثير من الناس ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس، أنه قال لمؤذنه في يوم مطير: " إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم "، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال ابن عباس: (أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني -يريد النبي ﷺ-، إن الجمعة عزمة، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدحض)، وبعد أن ساق الإمام الترمذي هذا الحديث: عن جابر قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فاصابنا مطر فقال النبي ﷺ: (من شاء فليصلِّ في رحله)، قال بعده: وقد رخّص أهل العلم في القعود عن الجماعة والجمعة في المطر والطين وبه يقول أحمد وإسحاق، ونقل ابن حجر في فتحه عن ابن رجب أن هذا مذهب جماهير الفقهاء، فأيهما أولى وأخطر!.
والأمر يطول في إحصاء ما في شرعنا من يسر فلم يجعل اللّه علينا في ديننا من حرج أبدا:﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج ﴾، قوله تعالى:﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾، والفقهاء يقولون: إذا اجتمعت مفسدتان فترتكب أخفهما وجوبا، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وما من مفسدة وشر أعظم ولا أكبر من تعريض المسلم نفسه للهلاك وللموت وبالتالي فيجوز له ترك الجمعة إن خاف المرض وانتقاله إليه بل يجب ذلك عليه إن تحقق ذلك لديه، والجماعة من باب أولى، وقد أباح اللّه للمسلم حتى قتل غيره ممن اعتدى عليه ولا سبيل لدفعه إلا القتل: فعن أبي هريرة قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال : " فلا تعطه مالك " قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال : " قاتله " قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : " فأنت شهيد " . قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : " هو في النار " . رواه مسلم، فالنفس والدفاع عنها، والحفاظ عليها واجب مقدّس وبأي وسيلة تحقق ذلك الدفع على أن يُبدأ بالأخف، ثم الجمعة والجماعة حقوق الله وهو غني عن حقوقه ﷻ ونحن فقراء نحتاج لحقوقنا من صحة وسلامة: ﴿يُريدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُم وَخُلِقَ الإِنسانُ ضَعيفًا﴾، ﴿يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ ﴾.
وأخيرًا فقد أباح اللّه حتى قول كلمة الكفر؛ للضرورة حفاظا على النفس من الهلاك (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ) وكان سبب نزولها قول عمار بن ياسر رضي اللّه عنه كلمة الكفر حين اشتد عذاب قريش عليه فقالها فسلم منهم فأنزل الله الآية، وقاله النبي ﷺ:(إن عادوا فعُد) أي إلى عذابك فعد لقولها، هذا وهو الشرك الذي قال الله عنه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَمَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَدِ افتَرى إِثمًا عَظيمًا﴾، ﴿ إِنَّهُ مَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَد حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ وَمَأواهُ النّارُ وَما لِلظّالِمينَ مِن أَنصارٍ﴾ فأباح الله قول كلمة الكفر؛ حفاظـًا على النفس فغيرها من باب أولى.
وللعلم فقد ذكر الفقهاء أعذارا لترك الجمعة والجماعة ومنها خوف الدائن أن يأخذه أمام الناس لو خرج المسجد؛ فالعرض مقدم، وكذلك الخوف على نفسه وماله وأهله من السرقة مثلا فكيف بذهاب نفسه بهذه الأمراض القاتلة، ويكفي في كل ذلك المظنّة لا المئنّة كما هي القاعدة الأصولية، وعليها تترتب الأفعال الشرعية غالبا.
#الجوامع وإغلاقها
🕌 -أما إغلاق الجوامع أمام المصلين فيعود للمصلحة الراجحة بعد دراسة الخبراء، والرجوع للفقهاء في كل بلد انتشر فيها الوباء، أما البلدان التي لم يصل إليها فهي على الأصل ولا رخصة لهم، ولا أرى جواز ترك الأذان بل يجب رفعه ولو أُغلقت المساجد، وليقل المؤذّن ما يقال في الأذان حين نزول المطر ففي البخاري ومسلم عن ابن عمر: ( أن النبي ﷺ كان يأمر المنادي فينادي بالصلاة صلوا في رحالكم في الليلة الباردة وفي الليلة المطيرة و في السفر)، وفي رواية البخاري: (ألا صلّوا في بيوتكم).
#الحج والعمرة
🕋-قد شرط الفقهاء الاستطاعة لوجوب الحج، ولا استطاعة ما دام ولا أمان، وقد اتفقوا على جواز تأخير الحج عند خوف الطريق، وهذا كله إذا استنفد القائمون على الحرم كل وسيلة متاحة، وكان غالب الظن انتشار الوباء بتقرير الخبراء، والرجوع للعلماء.
#سلاح الدعاء
🤲- ومع الأخذ بأسباب الحماية والسلامة تلك لابد من إعلان الافتقار إلى الله بالدعاء والتضرّع إليه، وإظهار أن لا حول ولا قوة إلا به: ﴿أَمَّن يُجيبُ المُضطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكشِفُ السّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفاءَ الأَرضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ﴾، ﴿وَإِن يَمسَسكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ فَلا رادَّ لِفَضلِهِ يُصيبُ بِهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ وَهُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾، والدعاء هو السلاح الفتاك الذي لا يخيب أبدا، وفي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال : " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها " قالوا : إذن نكثر قال : " الله أكثر "، وعند الترمذي والحاكم: عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : " إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء "، ولهما أيضا: عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ( لا يرد القضاء إلا الدعاء)، فعلى المسلم طلب الغوث من الله، والابتهال بين يديه، ومن ذلك الرقية فهي من الدعاء، ومنها ما رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي)، وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال النبي ﷺ: " أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك " . رواه مسلم، وغير هذه من الأذكار التي وردت بها السنة الصحيحة، وعليه بقراءة القرآن الكريم، والصدقة؛ فهي تدفع البلاء.
﴿أَلَيسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبدَهُ وَيُخَوِّفونَكَ بِالَّذينَ مِن دونِهِ وَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ﴾.
🖊️-وكتبه الشيخ/ عبداللّه رفيق السوطي
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
-----------------------------------
🖋 -من منشورات قناة الفتاوى الشرعية للشيخ/ عبداللّه رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للاشتراك↓
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
تعليقات
إرسال تعليق