دفع الأوهام عن الإحتفال بمولد خير الأنام ﷺ
──────────
📘 #دفــــــــــــــــع_الأوهــــــــام عن الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
──────────
👤للشيخ/عـبـداللـہ رفيق الســوطـي
الإصدار الثاني 1443هـ.
مـن قنـاة فـتاوى الشيخ/عـبـداللـہ رفيق الســوطـي. ↶
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*🔸- تـــوطــئــة: ↶*
- الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبــــــــعـــد:
- فما من بداية عام هجري جديد، وبالذات في شهرَي صفر وربيع الأول، إلا وتبدأ تتوارد –وبقوة- الأسئلــــة، والرسائـــــــل، والصوتــــــيات، والمقالات، والكتب...وفتاوى المحـــــرّمين والمجيـــــــــــــزين للــــــــمولد النبوي الشـــــــريف، ويصــــبح الشهران شهرا طــــــــــوارئ، وملاسنات وردود عند عوام الناس وخواصهم...!
- وهنا أجزم أن المسألة لن تحسم، وأن الخلاف لن يرتــــــــــــــــــفع، بل لا يحل ادعاء رفــــعه، أو حسم مسألته، ولكن من باب براءة الذمّة، ولإلحاح كثير من المتابعين الفضلاء، والمشتركين النجباء بقناتي للفتــــــــاوى الشرعية على تليجرام، ومجموعاتي للفتاوى الشرعية على واتساب، لأبدي لهم رأيي في لمسألة، وبالرغم أني أجبتهم قبل سنوات لكن بأسطر قليلة، فلم تغنِ عنهــــــم كثيرًا.
👈خاصة والمسألة قد بلغت حد المعترك العلمي الخطير، الذي وصـــــل ببعـــــــــــض المغترّيـــــن بفتات علمهم إلى تكفــــــــير وتفسيـــــــق وشــــــــــــتم المخالفــــــــــين! بل ولربمـــــــا أدت لمناوشات بالأسلحة عند بعض المتعصّبة-أتكلم عن اليمن-! فرأيت من واجــــــــبي أن ألبّي طلبهم هذا العام، وهأنذا أكتب في الموضوع متحريًا الصواب، واتـــــــــــــــــــباع الدليل أينما كان، دون أي انحياز، أو تعصب لفلان وفلان، والله الهادي إليه، والموفّق للقول به، والدفاع عنه، والثبات عليه، ومناوأة مخالفيه.
*💎مدحه وبيان حقه صلى الله عليه وسلم.*
- لـــقد قــــــــال ربـــــــــنا في محـــــــكم تنــــــــــلة:﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾[سورة آل عمران:164]، فسمّى الله جل جلاله مبعث نبينا ﷺ نعمة، ومنّة منّ بها علينا، وهي حقيقة أعظم النِعم على الإطلاق-، وخير المنن في كل حل :﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾[سورة آل عمران:164]
🔹- فلولا بعثته صلى الله عليه وسلم لكنا في ضلال الجاهلية، وحماقاتها، وقتالها، ومعاركها، وبراثنها، حتى خرج إلينا النور عليه الصلاة والسلام، الذي هو دعوة أبينا إبراهيم: ﴿رَبَّنا وَابعَث فيهِم رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَيُزَكّيهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾[سورة البقرة:129]، فأجاب الله تعالى دعاءه، ولبى نداءه، فأخرج لأمة أمية ذلك النور المبين، والهدى القويم:﴿هُوَ الَّذي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسولًا مِنهُم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾ [سورة الجمعة:2].
👈وليس مبعثه صلى الله عليه وسلم لنا وحدنا، بل منّ الله تعالى به على أهل الكتاب قبلنا، وأشركهم في النعمة التي حبانا بها، وجعله نبيًا منا، بعد أن انقطعت الرسل، وارتفعت النبوات، وانتشرت الضلالات، واشتدت الخصومات، وعظمت الحاجات لنبي الرحمات عليه الصلوات، فقال الحق تبارك وتعالى: ﴿يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُم عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَن تَقولوا ما جاءَنا مِن بَشيرٍ وَلا نَذيرٍ فَقَد جاءَكُم بَشيرٌ وَنَذيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾[سورة المائدة:19].
👈فهو صلى الله عليه وسلم البشير لهم ولنا، والنذير لجميعنا، والمخلّص لكلنا عليه الصلاة والسلام، والمطلوب منهم ومنا اتباعه، وتعظيمه، وتوقيره، واحترامه، ورفع مكانته، وإجلال منزلته: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾[سورة الفتح:9].
🔸- ويقع على أهل الكتاب واجب الشكر والاتباع أكثر منا؛ لأنهم يجدونه مكتوبًا عنهم، مسطرًا اسمه عليه الصلاة والسلام في كتبهم، يأمرهم بالخير ويحث عليه، ويقصرهم عن الشر ويزجرهم عنه، ويحل لهم طيباتهم، ويحرم عليهم خبائثهم، وما تعافه نفوسهم، مما أحلوه لهم، أو طيبات حرموها على ذواتهم، وفوق هذا فهو صلى الله عليه وسلم يحط عن كواهلهم تلك التكاليف الشاقة، والمبالغات المفتعلة، والطقوس المبتدعة، والجرائم المتبعة، والمتعبدة: ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذييَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ يَأمُرُهُم بِالمَعروفِ وَيَنهاهُم عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنهُم إِصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾[سورة الأعراف:157].
✅- والمطلوب لفلاحهم اتباعه، والإيمان به، واقتفاء أثره، وسلوك هديه، والعمل بسنته، وانتهاج هديه، ونحن بلا ريب معهم، وواجب علينا ما وجب عليهم: ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾ [سورة النور:54].
🔹- إنه النور، والنور بيده، وهو الكتاب والكتاب معه، وهو المبين والبيان صادر منه وعنه عليه الصلاة والسلام: ﴿يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُم كَثيرًا مِمّا كُنتُم تُخفونَ مِنَ الكِتابِ وَيَعفو عَن كَثيرٍ قَد جاءَكُم مِنَ اللَّهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ﴾، ﴿يَهدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ بِإِذنِهِ وَيَهديهِم إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ [سورة المائدة: 15-16].
👈إنه الهادي للصراط، ومن بيده الكتاب، والمبين للصواب، والموصل لمن إليه والمرجع والمئاب تبارك وتعالى:﴿وَكَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ روحًا مِن أَمرِنا ما كُنتَ تَدري مَا الكِتابُ وَلَا الإيمانُ وَلكِن جَعَلناهُ نورًا نَهدي بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهدي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾،﴿صِراطِ اللَّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصيرُ الأُمورُ﴾[سورة الشورى: 52-53].
👆أتحدث عن ذلك العظيم المعظّم، والرسول المبجل، والنبي المرسل؛ الذي بعثه الله جل جلاله لجميع خلقه دون استثناء: رحمة، وهدى، ونورًا: ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾ [سورة الأنبياء:107]، ﴿قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم جَميعًا الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ يُحيي وَيُميتُ فَآمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾[سورة الأعراف:158].
👈حتى لعموم الجن، بالرغم استــــتارهم، وصعوبة تحديثهم، وإفهامهم: ﴿قُل أوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقالوا إِنّا سَمِعنا قُرآنًا عَجَبًا﴾﴿يَهدي إِلَى الرُّشدِ فَآمَنّا بِهِ وَلَن نُشرِكَ بِرَبِّنا أَحَدًا﴾[سورة الجن:1-2]، ﴿قالوا يا قَومَنا إِنّا سَمِعنا كِتابًا أُنزِلَ مِن بَعدِ موسى مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيهِ يَهدي إِلَى الحَقِّ وَإِلى طَريقٍ مُستَقيمٍ﴾[سورة الأحقاف:30]!.
*🎆- الاحتفال بالمولد تأصيل وتنزيل*
👈وما دام صلى الله عليه وسلم بهذا المستوى، وبلغ هذه المنزلة الفضلى، والمرتبة الأسمى، والدرجة العظمى، فهو لا ريب أعظم النعم، وأجل المنن، وأكبر المنح، وخير العطايا، وأجزل الهدايا، وشكر النِعم واجب على كل أحد، ولهذا قال الله: ﴿وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ﴾[سورة إبراهيم:7]، ﴿وَاذكُروا نِعمَةَ اللَّهِ عَلَيكُم وَميثاقَهُ الَّذي واثَقَكُم بِهِ إِذ قُلتُم سَمِعنا وَأَطَعنا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾[سورة المائدة:7]، والأمر يفيد الوجوب في أصله اتفاقـًا كما نقله النووي.
👈فكان الواجب على كل أحد شكرها، وإظهار سروره بها، وإبداء فرحه لمن أسداها تبارك وتعالى، ولذا كان من ضمن شكره ﷺ لربّه على مولده أنه كان يصوم يوم الاثنين، الذي يوافق يوم مولده ﷺ، فَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: *(سُئِلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ فَقَالَ: " ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ, وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ ")*
📗رواه مسلم وغيره،
👈فكان صومه ليوم مولده ﷺ؛ احتفاء بمولده، وعلى طريقته ﷺ الخاصة، وطريقة أهل زمانه كما سيأتي في هذا الحديث التالي:
⑴- لمّا قدم المدينة -بأبي هو وأمّي ﷺ- وجد اليهودَ يصومون يوم عاشوراء فصامه وأمر بصيامه ﷺ؛ لأنه يوم نجاة نبي الله موسى عليه السلام ومن معه، وهلاك فرعون ومن اتبعه، فهو يوم فرح وسرور، ومن فرحه وسروره عليه الصلاة والسلام أنه صام ذلك اليوم المبرور: فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا ؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ ﷺ: *"فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ "، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ)*
📗رواه البخاري ومسلم.
👈فلم يمنعه ﷺ مخالفة اليهود من صيام ذلك اليوم العظيم؛ احتفاء منه وعلى طريقته بنجاة موسى عليه السلام ومن معه، بالرغم حرصه الشديد على مخالفتهم-ثم أمر بمخالفتهم بعد ذلك بصوم التاسع مع العاشر-، فأقرّهم ﷺ على الصيام، وأمر أصحابه رضوان الله عليهم بذلك؛ تخليدًا لعظيم ذلك اليوم، وليرسخ ذلك اليوم في أذهان الأمّة، ولا يكن يوم مرور عابر كأي يوم.
👈وإن كان أصل العبادة (صيام عاشوراء) جاء من عند غير المسلمين -كأعياد الميلاد الآن- لكن تقبّله النبي ﷺ وفعل كفعلهم، بل وأمر أصحابه أن يصوموه، وفقط خالفهم فيما بعد فجعل الطريقة طريقة إسلامية، بالرغم أن أصل الأمر من عند غير المسلمين.
👈ثم لم يقل لأصحابه ﷺ صوموا كل السنة! كما يقول البعض: كل السنة مولد!! بل عادة البشر الاحتفال بالشيء في يومه، وحينه، وجعْل ذلك اليوم مناسبة مقتصرة عليه، أما تعميمه في كل العام فهو تميـيع للمطلوب، وسخف واضح خارج عن الموضوع!.
⑵- كل ذلك لأنه يعلم جيدًا ﷺ قول الله: ﴿وَلَقَد أَرسَلنا موسى بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ﴾[سورة إبراهيم:5]، والصيام جانب من جوانب التذكير بذلك اليوم العظيم.
⑶- والله يقول: ﴿قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ﴾[سورة يونس:58]، وأي فضل أعظم أن نفرح به من تفضّل الله علينا ببعثة نبـيّنا ﷺ سيد الخلق، وأكرمهم عند الله تعالى، والنبي الخاتم ﷺ على الإطلاق.
⑷- وربنا يقول: ﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾[سورة الفتح:9]، ومثل هذه الأعمال هي من تعظيمه، وتوقيره، واحترام شأنه، وإجلال مكانته، ورفع منزلته، وتخليد يوم مولده صلى الله عليه وسلم في نفوس أتباعه،
📝قال السعدي: أي: (تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي: تعظموه وتجلوه، وتقوموا بحقوقه، كما كانت له المنة العظيمة برقابكم، { وَتُسَبِّحُوهُ } أي: تسبحوا لله { بُكْرَةً وَأَصِيلا } أول النهار وآخره، فذكر الله في هذه الآية الحق المشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما، والمختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير، والمختص بالله، وهو التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها).
⑸- ونجد أن الله عزّ وجلّ قد أمر بتخليد بعض المواطن والأحداث؛ ليتذكّر الناس ذلك الحدث وصاحبه، وأكتفي بقول الله: ﴿وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمنًا وَاتَّخِذوا مِن مَقامِ إِبراهيمَ مُصَلًّى وَعَهِدنا إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ أَن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالعاكِفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾[سورة البقرة:125]،
👈فأمر الله تعالى الأمة بالصلاة خلف مقام أبـينا إبراهيم عليه السلام، والذي هو عبارة عن حجر كان أبـونا إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- يصعد عليه أثناء بنائه للبيت، فأمرهم بالصلاة خلفه؛ تخليدًا لشأنه، ووفاء بحقه.
⑹- ثم قد روى الإمام البخاري في صحيحه، وبسنده إلى عروة في حديث فيه طول ومنه: قَالَ عُرْوَةُ: (وَثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لِأَبِي لَهَبٍ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا، فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ (، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ : مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ، غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ)
📗رواه البـــــــــــخاري،
👈وقد قال الإمام السيوطي عن هذا الحديث: (وقد ظهر لي تخريج -أي جواز المولد- على أصل ثابت ثم ذكر الحديث).
📝قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث في الفتح: (وذكر السهيلي أن العباس قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال فقال: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين، قال: وذلك أن النبي ( ولـــــــــــــــــــــد يوم الاثنين، وكانت ثويبة بشّــــــــــــرت أبا لهب بمولده فأعتقها. قوله: ( بشر حيـــــــبـــــــــة ) بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة، أي: سوء حال، وروي: بشر خيبة) ا.هـ.
✅ووجـــــــــــــــــــــــــــــــه الدلالة من الحــــــــــــديث: أن الله جازى أبا لهب خيرًا؛ لفرحه بمولد النبي ﷺ، أفيجازي الله جل جلاله كافرًا بفرحه بمولد رسول الله ﷺ، ولا يجازي مسلمًا بذلك!.
*🔸- ما لابـــد من الـعلم بـه*
⑺- ثم يجب أن نعلم: أنه ليس كل ما لم يكن في عهد القرون الثلاثة المفضّلة ثم حصل وأن حدث بعدهم فهو بدعة؛ فــعلماء الأمّـــــــــــة يقولون –كقـــــــــاعدة-: ما اندرج تحت أصل عام فهو بدعة حسنة، أو عادة مستحسنة عملوه أو تركوه (القرون الثلاثة المفضّلة)، ولو كان بدعة لكان أغلب ما نعمله من البدع! بل قل عن تدوين القرآن والحديث… وهما دين بل وأم الدين…والتــــــــطـــــــــور فـــــي العلوم عامة، لكن الواجب النظر للمصلحة- ما لم تعارض الشرع- وعادة يبعد أن يقف الشرع حاجزًا ضد مصالح الناس، وهذا من أبطل الأباطـــــــــــيل، وأينما وُجدت المصلحة فثَم شرع الله كما قال ابن القيم؛ إذ الشرع جاء لمــــــــــــــــصلحة للعباد، ودفع المفسدة عنهم، بل كله مصلحة.
⑻- ثم لنعلم: أن عدم فعل القرون المفضّلة للشيء ليس بشرع أبدًا، بل ليس كلما تركه الرسول ﷺ شرع، لا يـجوز لنا فعله، بل هو مبــــــــــــــاح يجوز لنا فعلـــه؛ إذ ما سكت عنه فهو عفو، والسنة يعرّفونها بأنها: ما صدر عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، ولم يقولوا أو ترك، بل لا يعتبر تــــرك الرسول ﷺ للشيء حجة بإجماع أهل الأصول، وفي الحديث المتفـــــق علـــــيه: *( فَإِذَا أَمَرْتُـــكُمْ بِشَيْءٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ )*، ولم يقـــــل ﷺ وما تركته فاتركوه!.
⑼-ثم من المتفق عليه أن الرسول ﷺ لم يفعل كل المباحات، وكذا لم يفعل كل المستحبات، ومن جعل تركه ﷺ لأمر ما شرعًا فقد استدرك على الشرع، وهو المبتدع الضال المضل لا غيره!.
(10)- ثم أليس الأصل في الأشياء الإباحة، ولو كان العكس لكان شرعـــــنا أغلالًا -كما يريدونه-!، فالمحرِّم المانع هو الذي يحتاج إلى إظهار الدليل للناس لا العكس، والدليل لا يجوز أن يكون ترك النبي ﷺ والصحابة والسلف له -كما سبق-!.
⑾- ولابد من العلم: أن الصحابة والقـــــــــــــــــرون المفضّلة نعم لم يحتــــــــــفلوا بالمولد؛ لأن النبي ﷺ بين يدي الصحابة فلن ينسوا سيرته، وكذا بقية القرون المفضّلة لا نسيان لسنته، لكن لما بدأ النسيان جاء التذكير للأمّة به، وبـيوم مولده ﷺ.
*💦الــعـلمــاء والمــولـد*
👈ومن الخطإ البيّن تجاهل رأي جماهير العلماء المخالفين لهم، بل ويصل الأمر للكذب عليهم بأن الجمهور -أو السلف الصالح! - يبدّع المولد! بالرغــــــــــــــــــــــــــــــــم الأمر على خلاف ذلك بدون أدنى ريب، لمن كان له أدنى اطلاع.
👈وما أنكره من أنكره من العلماء إلا للمحرمات المتلبّسة بالاحتفال: من إسراف، واختلاط، ورقص، ومحدثات،… فكرهوه لذلك، لا لأصل فعله، كما كان يحدث في زمن الفاكهاني الذي كان أوّل من حـــــــــــرّمه كما قيل، ثم تـــــــــناقل الناس التحريم بعده، ويقال: لا يـوجد سواه من الســـــــــــــلف قال بالحـــــــرمة إلا الشاطبي، حتى ابن تيمية نقلوا عنه قولين: بالجواز؛ لتعليم من لا يعلم بالنبي ﷺ من الأطفال والجهّال، وقول بالحرمة بسبب الاختلاط، والجواز، قاله في اقتضاء الصراط المستقيم قبل طبع الكتاب في المملكة، وهذا ما عملته في كل كتبه المخالفة لما يريدون، والأمر يطول في هذا، والحقائق كثيرة، لكن ليست موضوعنا، غير أنك سترى ذلك جليًا في قادم الأيام عند طباعة فتاوى كبار العلماء الذين وافتهم المنية، ولحقوا برب البرية، وحرموا قيادة المرأة للسيارات، أو حرموا الرقص والاختلاط...إلخ مما هي عليه المملكة الآن المتجهة للعلمانية بكل قوة!.
👈ولا نقول بأن المولد والاحتفال به عبادة يجب فعلها، وإنما نقول هي عادة، ويجري عليها المصالح والمفاسد، فإن كان خيره أكثر فهو جائز بل قد يكون مستحبًا، كأن كان لم يخالطه محرّم، وإنما يُكتفى فيه بالتذكير بالنبي ﷺ ومواقفه، وسيرته ﷺ، إن لم نقل بالاستحباب الشديد لمثل هذا، خاصة في هذا الزمان الذي يراد بالمسلمين نسيان عظمائهم وسيرهم، وتاريخ أمتهم، فكيف وهو نبيهم ﷺ!.
👈وأخيرًا: لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقال لمسألة خلافية قال بها جماهير الفقهاء بأنها بدعة!، ولا تصدر مثل هذه الأقوال إلا عن من قلّ علمه، وخفّ ورعه، وتحقّق بصفة نفاق: (وإذا خاصم فجر).
*◼️- موقف علماء الأمة من المولد*
👈وهنا لا بـأس أن أسوق أسماء بعض علماء الأمّة الذين أجازوا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ومنهم الإمام:
السيوطي، وابن حجر العسقلاني، وابن الجوزي الحنبلي، وابن كثير الدمشقي، والبلقيني-شيخ ابن حجر-، والسخاوي، والقسطلاني شارح البخاري، والهيتمي، وابن الجزري، وتقي الدين السبكي، وابن رجب، والسخاوي، والشوكاني، والعراقي، والهروي، وابن القيم، وابن عابدين، والشربيني، والطاهر بن عاشور، والغماري، والعمراني، والقرضاوي، وعطية صقر، وكل علماء مصر كحسنين مخلوف، وبخيت المطيعي وغيرهما، والأزهر، وجمهور علماء المسلمين، فضلًا عن الخلفاء والأمراء ومعهم العلماء منذ قرون طويلة وكذا العامة، ولن تجتمع الأمة على ضلالة حتى يأتي فلان وفلان فينقذ الأمّة!!!.
*📚كُـتُـب العلماء المؤلفة في المولد*
👈وأقتصر في هذا العنوان بذكر بعض كتب الأئمة الأعلام المؤلّفة في جواز مولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام ومنها:1- ابن الحاج المالكي: ↶
📘المدخل على عمل المولد.
2- السيوطي: ↶
📘حسن المقصد في عمل المولد.
3- ابن دحية الكلبي: ↶
📘التنوير في مولد البشير النذير.
4- ابن الجزري -القارئ-: ↶
📘عرف التعريف بالمولد الشريف.
5- شمس الدين الدمشقي: ↶
📘مورد الصادي في مولد الهادي، وله آخر اسمه: اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق.
6- الحافظ العراقي: ↶
📘المورد الهني في المولد السني.
7- الهروي شيخ ابن تيمية: ↶
📘المورد الروي في المولد النبوي.
8- ابن الجوزي: ↶
📘مولد العروس.
9- الهيتمي: ↶
📘إتمام النعمة على العالَم بمولد سيد ولد آدم.
10- ابن كثير: ↶
📘مولد الرسول ﷺ.
11- الطاهر ابن عاشور: ↶
📘قصة المولد.
👈وغيرهم كثير من علماء الأمة الثقات الذين ألّفوا وجلَّوا المسألة، فقل لي بربك: ﴿فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَماذا بَعدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنّى تُصرَفونَ﴾[سورة يونس:32]!!.
*😔مُـــؤْلـِـمٌ!!!*
👈إنه لمن الخزي والعار أن يكون أعداء رسول اللّه ﷺ، وأعداء سنته، وأعداء أوليائه، وأحبابه ﷺ يحتفلون بمولد نبينا ﷺ، وينفقون مئات الملايين لذلك، ويستعطفون العامة والسذّج بهذه الوسائل المشروعة أصلًا، ويزعمون بذلك أنهم ما فعلوا ما فعلوا إلا حبًا منهم لرسول الله ﷺ، بينما نجد كل أعمالهم تناقض الدين كل الدين، وكل التناقض، ويكفي قتلهم للمسلمين، وهدمهم لمساجد رب العالمين، وتدميرهم لمراكز ودور القرآن الكريم!!!.
👈بينما من هم أولى برسول الله ﷺ منهم يبدّعون ويفسّقون من يحتفل ويحتفي بهذا اليوم الأغر المبارك! أفلا نقول للمحتفلين من أولئك ما قاله رسولنا ﷺ لليهود: *(نَحْنُ أَحَقُ بِمُوْسَى مِنْكُمْ)*، فنقول: (نحن أحق برسولنا منكم)!، ألا يصدق في هذا قول الله: ﴿إِنَّ أَولَى النّاسِ بِإِبراهيمَ لَلَّذينَ اتَّبَعوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذينَ آمَنوا وَاللَّهُ وَلِيُّ المُؤمِنينَ﴾ [سورة آل عمران:68]!!!.
*🤔تساؤلات !!!*
⑴- أليس من الجفاء بنبينا ﷺ أن يحتفل المبدّعون المفسّقون- بل المكفّرون أحيانًا لجمهور الأمة- بأعياد ميلادهم ولا يحتفلون بعيد ميلاد أفضل وأتقى وأنقى الخلق ﷺ ؟!.
⑵- أليس من الجفاء بنبينا ﷺ أن يحتفل المبدّعون المفسّقون- بل المكفّرون أحيانًا لجمهور الأمة- بعيد ميلاد الإمام محمد بن عبدالوهاب -شيخ الوهّابية رحمه الله- لا ليوم فقط بل لأسبوع كامل، ويحضر تلك المراسيم شيوخ سلاطينهم، بينما يفسّقون ويبدّعون من يحتفل ليوم واحد بمولد خير البرية ﷺ، أسألكم بالله أأنفسنا، ومحمد بن عبدالوهاب خير أم نبينا ﷺ، ألم يقل الله: ﴿النَّبِيُّ أَولى بِالمُؤمِنينَ مِن أَنفُسِهِم وَأَزواجُهُ أُمَّهاتُهُم وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّهِ} [سورة الأحزاب:6].‼
⑶- ألا يستحي أولئك من جعْل أيام وأسابيع للاحتفال بالصقور والإبل… -ولعل من علمائهم من يحضرها- ثم يبدّعون من يحتفل بمولد خير البرية ﷺ‼.
⑷- ألا يسع هؤلاء ما وسع جماهير الأمّة، وما وسع بالأخص جماهير علماء الأمّة قبلهم -وذكَرْنا قبل قليل بعضًا منهم-؟!.
⑸- ألا يعي أولئك أن الفتوى تتغيّر بتغيّر الزمان، والمكان، والأحوال، والأشخاص، وأن ما يصلح في زمن وبلد قد لا يصلح لزمن ولبلد آخر، وأن الوسائل تتغيّر، وبهذا تتغيّر الفتوى، ونبينا ﷺ كانت وسيلته للاحتفاء بمولده وسيلة من قبله بالصوم فاكتفى به ﷺ كما سبق؟!.
⑹- ألا يسعنا ما وسع نبينا ﷺ حين غيّر ما رأى من اليهود من صوم عاشوراء احتفالًا على طريقتهم بنجاة موسى عليه السلام مع متابعته لهم بعض الشيء إلا أنه ﷺ جعلها طريقة إسلامية بقوله ﷺ: (لَأَصُوَمنّ اَلْتَاسَعَ)، فلنجعل المولد كذلك!.
⑺- ألا يعلم أولئك أن دولًا إسلامية تجعل يوم مولد الحبيب ﷺ إجازة رسمية كـموريتانيا والمغرب وإندونيسيا…وجمهور الأمّة من قبل مدة يسيرة حتى غزت أموال -أذناب الأمريكان- البلاد العربية والإسلامية مسمومة بأفكارهم المتشدّدة الباطلة؟!.
⑻أفـــتــجــتــمع الأمّــة على ضـــلالـــة‼.
*✅الاحــتفـــال الحــقيــقــي*
ـ وهنا أختم فأقول: ذاك الاحتفال الفلكلوري الشعبي-كما يقال-، أما الاحتفال الحقيقي فهو العمل الدائم بسنّته ﷺ، والامتثال بهديه، واقتفاء آثاره، واتباع طريقه، وتحكيم شرعه ﷺ في كل أمورنا؛ مصداقًا لقول ربنا جل جلاله: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدوا في أَنفُسِهِم حَرَجًا مِمّا قَضَيتَ وَيُسَلِّموا تَسليمًا﴾[سورة النساء:65]، ﴿إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخائِنينَ خَصيمًا﴾[سورة النساء:105]، ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾
[سورة الحشر:7].👈وذلك لا يقتصر على يوم مولده ﷺ قطعاً إذا أردنا الفلاح والهداية: ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} ﴿قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم}[الأعراف: من الآية١٥٧- ومن الآية١٥٨]، ﴿قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما عَلَيهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيكُم ما حُمِّلتُم وَإِن تُطيعوهُ تَهتَدوا وَما عَلَى الرَّسولِ إِلَّا البَلاغُ المُبينُ﴾[سورة النور:54]، فعلّق الله الفلاح والهداية بنبينا ﷺ واتباعه إذا أردناهما!.
👈فضلًا عن النجاة من الفتن -والتي لايزال المسلمون فيها ما خالفوا نبيهم ﷺ: ﴿فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾[سورة النور:63]، والواجب لنـنجو الأخذ وبقوة بقول الله: وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ﴾ [سورة الحشر:7]، ولا يظهر صدق محبتنا لحبيبنا ﷺ إلا باتباعه في كل شيء، بل حتى لا يظهر صدق حبنا لربنا سبحانه وتعالى إلا باتباعه ﷺ: ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾[سورة آل عمران:31]
﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾
[سورة التوبة:24].
👈بل لا نجاة في الدنيا والآخرة إلا باتباعه ﷺ: *" كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى ؟ ، قَالَ : " مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى "*
📗رواه البخاري،
👈فسنته ﷺ واتباع هديه واقتفاء آثاره ﷺ بمثابة جواز دخول لجنة هو فاتحها ﷺ؛ فعند مسلم: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : قال : قال رسولُ الله ﷺ: *«آتي بابَ الجنة يوم القيامة فَأَسْتَفْتِحُ، فيقول الخازنُ: مَن أنتَ؟ فأقول: محمد، فيقولُ: بك أُمِرْتُ أن لا أَفْتَحَ لأحد قَبلك».*
📗أخرجه مسلم.
✅وصَدَق من قال:
والدعاوى إذا لم تقم عليها بينات فأهلها أدعياء…
لو كان حبك صادقًا لأطعته
إن الحبيب لمن يحب مطيع.
❁ــــــــــــــــ(الخاتمة)ــــــــــــــــ❁
👈وفي خاتمة رسالتي📩هذه أود أن أبعث رسائل فأقول:
1- نحن في مسألة المولد بين فرق ثلاث: وهابية معادية (تحرم المولد وبقوة)، وصوفية رافضية مغالية (توجب الاحتفال بالمولد، وتفرض على الناس ذلك)، وجمهور الأمة معتدلة متوسطة (تجيز الاحتفال بالمولد، ولا تمنعه، ولا توجبه، بل ترى من فعله فله أجر بشرط خلوه من المحرمات كإسراف واختلاط، وبدع محدثات، ومن لم يحتفل فلا أجر ولا وزر) ولا ريب أن الأخير هو الصواب، والحق الذي ينبغي عليه الوفاق، وترك الخلاف والشقاق.
2- أمتنا اليوم أشغل، وفي موقف أعظم من ملاسنات، ونزاعات، وتبديع، وتفسيق، وتضليل في مسألة الخلاف فيها قائم، والحق فيها غير منحاز لجهة بعينها، ولا تمتلكه طائفة باسمها، فاربعوا بأنفسكم، وانشغلوا بما يهم أمتكم، وما يعود عليكم وعلى الأمة نفعه.
3- اجتماعنا أحب إلى نبينا صلى الله عليه وسلم من احتفالنا لأجله، أو تركه وعدم احتفاء بمولده، وإن كان الوفاق متعذر لكن التخفيف من حدته ممكن، والوصول للممكن ممكن، فليخفف المغالي، وليتنبه الجافي.
4- أهم من الاحتفال وتركه الاتباع لنبينا صلى الله عليه وسلم وحبه، والعمل بسنته، واقتفاء أثره، وتحيكم منهجه، والاهتداء بهديه.
5- لن ينفع الأمة الاحتفال، ولن يضرها تركه بقدر ما ينفعها توحدنا، ويضرها تفرقنا وتمزقنا واختلافنا وتخاصمنا، بالرغم أن ديننا يسعنا جميعًا فلا نضق بإخواننا صدرًا، ولا نضيق واسعًا، ولا نسد مفتوحًا، ولا نمنع جائزًا، ولا نبيح ممنوعا.
*✍️والله تعالى أحكم وأعلم، والحمد لله رب العالمين.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق