أحكام العشر من ذي الحجة وفضائلها

📚 *أحكام العشر من ذي الحجة وفضائلها* 📚
-----------------------------
🖊 ◈- *من منشورات قناة فتاوى* *الشيخ/عبدالله رفيق السوطي، على تليجرام.*

*للاشتراك↓👇*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
--------------------------
-الحمد لله رب العالمين وبعد:
فإن من حكمة الله أن يفضّل ما يشاء بما شاء كيف شاء في الوقت الذي يشاء سبحانه , فقد فضّل مكة على البقاع , والأنبياء على البشر , ورسولنا على جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وفي الزمن فضّل رمضان على الشهور , وأيام عشر ذي الحجة من أيام الله المفضّلة لديه سبحانه -على كل العام- ومن تفضيلها:
1- أن الله أقسم بها في كتابه الكريم، وهو سبحانه لا يقسم إلا بعظيم -كما قال الإمام الشعبي- فلقد قال تعالى: (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ) والليالي العشر هي : عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين ، حتى قال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- ومن تفضيلها لديه أنه قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) [الحج:28] , وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس( تفسير ابن كثير).
3- وقد ثبت في فضل أيام العشر أحاديث منها : عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله مِنْ هَذهِ الأيَّامِ العَشْرِ) ، فقالُوا يا رسولُ الله: ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله؟ فقالَ رسولُ الله : ( ولا الجِهَادُ في سَبِيلِ الله، إلاّ رَجُلٌ خَرجَ بِنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ من ذَلِكَ بِشَيْءٍ) رواه البخاري .
4- وروى الإمام أحمد وغيره عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما مِنْ أَيامٍ أَعْظَمُ عند الله، ولا أَحبُّ إِليه من العمل فيهنَّ، من هذه الأيام العشْر، فأَكْثِروا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد) .
5- عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا الْعَشْرُ»، يَعْنِي عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ. قِيلَ: وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلاَ مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إلاَّ رَجُلٌ عُفِّرَ وَجْهُهُ بِالتُّرَابِ) [رواه البزار بإسناد حسن، وأبو يعلى بإسناد صحيح، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني].
6- وفيها يوم عرفه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة: و لقد قَالَتْ الْيَهُودُ لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً لَوْ نَزَلَتْ فِينَا لَاتَّخَذْنَاهَا يوم نزولها عِيدًا(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) , فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي لأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ , وَأَيْنَ أُنْزِلَتْ , وَأَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَتْ , يَوْمَ عَرَفَةَ , وَإِنَّا وَاللَّهِ بِعَرَفَةَ , قَالَ سُفْيَانُ وَأَشُكُّ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة: 3) [رواه البخاري ومسلم].
7- ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، وصيامه ضمن النبي عليه الصلاة والسلام لمن صامه بمايلي: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ) رواه مسلم يعني ذنوب عامين.
8- وهو يوم إعتاق الرقاب من النار، وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ » رواه مسلم.
9- دعاء يوم عرفة مجاب , فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ الدّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أنا والنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاإله إلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ) [رواه الترمذي وحسنه ورواه مالك وصححه الألباني] .

- *ولذا*  لمّا عرف السلف الصالح ذلك قدّروا هذه الأيام الفاضلة حق قدرها ، فكانوا يعبدون الله عبادة حتى لا يكاد أحدهم يقدر عليه ، كيف وهي خير أيام الدنيا ، وطاعاتها أحب الطاعات إلى الله،  ألا فلا نفرّط في تلك الساعات الحبيبة إلى الله ، ولنعمل كل خير نقدر عليه ، ولنحرص أن لا يسبقنا إلى الله أحد… وليكن شعارنا: ﴿قالَ هُم أُولاءِ عَلى أَثَري وَعَجِلتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرضى﴾[طه: ٨٤] . 

🔎 *سبب التفضيل* 🔎
- ولعل سبب تفضيلها ؛ لاجتماع أمهات العبادة فيها : قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتّى ذلك في غيره). 

- ومن أهم الأحكام التي يذكرها الفقهاء في عشر ذي الحجة: الأخذ من الشعر أو البشر لمن أرا

د التضحية ، وسأنقل كل ذلك من منشوري:( *أحكام الأضحية* ) وأنصح بقراءته:

🚦 *ما يستحب اجتنابه في العشر لمن أراد أن يضحّي:*🚦
-دلت السنة على أن من أراد التضحية فيسنّ له - وقيل يجب عليه وسيأتي- أن يمسك عن الأخذ من شعره وأظفاره وبشرته من دخول العشر إلى أن يذبح أضحيته ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره حتى يضحّي » وفي رواية :« فلا يمسّ من شعره وبشرته شيئاً » أخرجه مسلم. 
-قيل الحكمة من نهي المضحّي عن أخذ ذلك : أنه لما كان مشابهاً للمُحْرم في بعض أعمال النسك (وهو التقرب إلى الله بذبح النسك) أُعْطي بعض أحكامه ، وكذلك يوفّر شعره وأظفاره إلى حين ذبح أضحيته رجاء أن يعتقه الله كلّه من النار.
-ومن أخذ من شعره أو ظفره أول العشر لعدم إرادته الأضحية ثم أرادها في أثناء العشْر أمسك من حين الإرادة حتى يضحّي , والحكم متعلق بالمضحّي فقط دون أهل بيته ممن سيضحّي عنهم ، وسواء ذبح بنفسه أو وكَّل غيره , أما الوكيل فلا يتعلق به نهي ، فإن النهي خاص بمن أراد أن يضحي عن نفسه كما دل عليه الحديث : (وأراد أحدكم أن يضحّي) ، وأما من يضحي عن غيره بوصية أو وكالة فهذا لا يشمله النهي كما سبق.
-ومن كان له أضحية ثم عزم على الحج فإنه لا يأخذ من شعره وظفره إذا أراد الإحرام ؛ لأن هذا سنة عند الحاجة , لكن إن كان متمتعاً قصّر من شعره عند الانتهاء من عمرته. 

📚 *خلاف الفقهاء في حكم الأخذ*📖 
-(قال النووي: قال سعيد بن المسيب، وربيعة، وأحمد، وإسحاق، وداود، وبعض أصحاب الشافعي: إنه يحرم عليه أخذ شيء من شعره وأظفاره حتى يضحي في وقت الأضحية، وقال الشافعي وأصحابه: هو مكروه كراهة تنزيه، وقال أبو حنيفة: يكره، واختلفت الرواية عن مالك) أ. هـ.
- *والراجح*  أن ترك الأخذ سنة نبوية , والأخذ من الشعر أو البشر أو الظفر قبل أن يضحي وبعد دخول العشر مكروه , لكن لا يعني ذلك فساد الأضحية بإجماع الفقهاء, *لا كما يظن بعض العوام* : أن من أخذ من شعره أو بشره فلا أضحية له ولا تصح منه, ( وقد وردتني أسئلة متعددة بنحو هذا الكلام فليتنبه له). 

⌚ *بما نستقبل عشر ذي الحجة ؟*⏰
1- بالتوبة الصادقة ؛ فربنا قال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)التوبة (222)، وعن الحارث بن سويد عن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله تعالى قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه ف الله  أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته )رواه البخاري ومسلم . 
2-العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام الفاضلة بشتى أنواع الطاعات بدون استثناء ، وأهمها ما افترض الله علينا , ثم النوافل , وفي المتفق عليه :[ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ] رواه البخاري ومسلم.
3- أداء الحج والعمرة : وهما أفضل ما يمكن أن يُعمل في عشر ذي الحجة ؛ كون الحج لا يكون إلا فيها مع بعض أيام التشريق. 
4- الصيام : ومن أخص العبادات في هذه الأيام الصيام , وقد استحبه جماهير الفقهاء – منهم الأئمة الأربعة- بل نُقل الإجماع على استحباب صيامها أو ما تيسر منها، بل قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر:  أنه مستحب استحباباً شديدا , وفي الحديث الصحيح: عن حفصة قالت: (أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِــــيُّ صلى الله عليه وسلم صِيَامَ عَاشُورَاءَ وَالْعَشْرَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ) [رواه أحمد والنسائي] , وأما نفي عائشة فقد ذكر جماهير الفقهاء عدة تعليلات له وتركوا العمل بنفيها , ومن حفظ حجة على من لم يحفظ , والمثبت مقدّم على النافي , وأخص الصيام في تلك الأيام الفاضلة يوم عرفة  ، لكن من كان في عرفة ( أي كان حاجاً ) فإنه لا يستحب له الصيام، وخاصة لمن لن يقوى عليه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً ، وقد ثبت في فضل صيام يوم عرفة بالذات عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنةَ الَّتِي قَبْلَهُ. وَالسَّنةَ الَّتِي بَعْدَهُ)رواه مسلم-وسبق فضائل يوم عرفة أوّل المنشور- .
5- التكبير والتحميد والتهليل والذكر: قال تعالى : ( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْل

ُومَاتٍ ) وقد فُسّرت بأنها أيام العشر ، فيجهر بذلك الرجال، وتسّر به النساء ، ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما: ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) , *وكلام جمهور العلماء، وكذا الثابت عن الصحابة يدل على أن التكبير في تلك الأيام على نوعين:*
1- التكبير المطلق: وهو المشروع في كل وقت من ليل أو نهار، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة ، ويستمر إلى آخر أيام التشريق , وقد استحبه جمهور الفقهاء ؛ لحديث صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) , وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم: ( انهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر ، فيكبرون ويكبر الناس بتكبيرهم) . والمراد: يتذكّر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما. 
2- التكبير المقيد: وهو الذي يكون عقب الصلوات، والمختار: أنه عقب كل صلاة- أيًّا كانت- , وقيل خاص بالفرائض ، ويبدأ من صبح عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق , وبعد الفرائض يبدأ بالتكبير ويكرّره ما شاءالله، ثم يقرأ أذكار الصلاة المعروفة (سبق نشرها في إجابتي على إحدى الفتاوى).

-قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة.."
-وقال ابن حجر في الفتح :"و أصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود: إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى. أخرجه ابن المنذر وغيره".

🕋 *صيغ التكبير:*🕋
📿-كل تكبير فهو مجزئ ولم تأتِ صيغة مخصّصة ولكن استحب الفقهاء هذه الصيغ:
📿- الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر كبيرا.

📿- الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله, والله أكبر, الله أكبر ولله الحمد. 

📿- الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله, والله أكبر, الله أكبر, الله أكبر ولله الحمد.

📿- الله أكبر كبيرا , والحمد لله كثيرا , وسبحان الله بكرة وأصيلا.

-التكبير المطلق والمقيد يكون كما سبق:  من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق (يوم الثالث عشر من ذي الحجة).

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
◈- *من منشورات قناة فتاوى* *الشيخ/عبدالله رفيق السوطي ، على تليجرام.*

               *للاشتراك↓👇*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

21سبتمبر قصة نكبتنا

مقالات