مقالات

 *#أنــــا_والــعــلــمــاء…!*

والذي نفسي بيده لَئِن يأتي خصمائي يوم القيامة عوام أهل الأرض جميعـًا أيسر، وأهون، وأخف عندي من أن يأتي خصمي عالم من علماء المسلمين، ورثة الأنبياء، والمرسلين، ومن يحفظ الله بهم الدين، ويصلح بهم المسلمين، والذين غضب الله من فوق سبع سماوات لما استهزأ المنافقون بقراء من الصحابة، فكفّر الله المنافقين مباشرة دون سابق إنذار، بالرغم لم يفعل ﷻ في غير هذا الموقف، وقد اعتذروا لكن رد الله عذرهم عليهم: ﴿وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسولِهِ كُنتُم تَستَهزِئونَ۝ لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم إِن نَعفُ عَن طائِفَةٍ مِنكُم نُعَذِّب طائِفَةً بِأَنَّهُم كانوا مُجرِمينَ﴾[التوبة: ٦٥-٦٦]، وذلك أنهم قالوا لقراء الصحابة أو بعضهم: ما رأينا مثل قرائنا أكبر بطونـًا، ولا أجبن عند اللقاء. 


إني لأجزم لو أن عالمـًا بصق في وجهي، أو صكني بحذائي، أو حتى بال على رأسي، ما تحرك لي طرف، ولا رمش لي جفن، ولا تجرأت أن أقول لا، لا من باب أنه فلان وفلان، بل لأنه يحمل بين جنبيه عِلمـًا منحه الله إياه، ومنعه سواه، واصطفاه على ألوف بل ملايين من البشر، فيعظم لدي ما يحمل من كتاب، وسنة، وفروعهما، بل أقولها بملء فيّ: إن إكرامي له - وأعني كل عالم - وحبي إياه، وتعظيمي، وإجلالي له تعظيم وإجلال لله ﷻ: فعن أبي موسى قال: قال رسول الله ﷺ: " إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام السلطان المقسط "، رواه أبو داود، والبيهقي، هذا وهو حافظ لكتاب اللّه فقط، فكيف بمن حفظ العلوم الشرعية كلها، أو جلها!، لا بل كيف بمن قرن الله شهادته وملائكته مع شهادتهم، وعلى أعظم شهادة: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، وليس هذا فحسب بل هم أكثر الناس خشية لربهم ﷻ: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، إني أعد العلماء شعيرة من شعائر الله، وحرمة من حرماته، والله يقول: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، يا هذا إذا كان الشرع حرم سب، وشتم، وغيبة…أي مسلم عادي فكيف بورثة الأنبياء، وأعظم الأولياء، وخيرة الفضلاء، والكذب عليهم ليس ككذب على أحد، كما أن الكذب على الأنبياء ليس ككذب على أحد وهم ورثتهم، وحذاري أن يوحي إليك الشيطان بأنك ابن معين في الجرح والتعديل، فذاك علم قد كان وانتهى، واحترق وامترق، فلا عودة له، ولا حاجة فيه الآن، فلا تقتحم النار!. 


فاهنأ يا من تطعن في العلماء، وتشتم الفضلاء، وتأكل لحوم الأولياء، وتكذب على ورثة الأنبياء، وخيرة الأصفياء، اهنأ بحياة ذهبت، وبدنيا زالت، وبلعنات من ربك توالت: ﴿إِنَّ الَّذينَ يُؤذونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُم عَذابًا مُهينًا۝ وَالَّذينَ يُؤذونَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبوا فَقَدِ احتَمَلوا بُهتانًا وَإِثمًا مُبينًا﴾[الأحزاب: ٥٧-٥٨] وأذاهم أذى لله ﷻ، ولرسوله ﷺ، وللمؤمنين، هذا فضلًا على أنهم أولياء الله وقد قال الله ﷻ: "مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب" رواه البخاري، فأبشر لقد فتحت حربـًا بينك وبين ربك ﷻ بأذاك لأوليائه، وإذا لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي كما قال الشافعي!.

هذا في دنياك أما آخرتك فلا حظ ولا نصيب لك فيها غير خصومة أولئك العظماء، بل ربهم ﷻ الذي اصطفاهم يخاصم عنهم كما خاصم على قراء الصحابة ممن تقدم ذكرهم، فما حظك هناك، وما قولك يوم تبرز عليه: ﴿ وَبَرَزوا لِلَّهِ الواحِدِ القَهّارِ﴾، ﴿يَومَ هُم بارِزونَ لا يَخفى عَلَى اللَّهِ مِنهُم شَيءٌ لِمَنِ المُلكُ اليَومَ لِلَّهِ الواحِدِ القَهّارِ﴾!.


       ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━┅┉┈

#عبداللّه_رفيق_السوطي 

الأسـتـاذ الجامعي، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين…

👍- *للإعجاب بصفحتي العامة فيسبوك اضغط👇:*

https://www.facebook.com/Alsoty2

👍- *ولمتابعة صفحتي الخاصة فيسبوك👇:*

https://www.facebook.com/Alsoty1

*ولمتابعة قناتي للفتاوى الشرعية -تليجرام- اضغط👇*

https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

21سبتمبر قصة نكبتنا

مقالات