مقالات
*#عـــقـــوبـــة_مـــن_نـــوع_آخــــر*
قبل مدة سألت أحد طلابي يومـًا كم مر بك منذ بكيت بين يدي الله؟…
فكان جوابه بعد تذكّر: قرابة سنة وبالضبط: من رمضان الماضي!…
لم يتحسّر، لم يندم، لم يتأوّه، الأمور طبيعية… وهذه عقوبة أخرى أشد من الأولى، وما ذاك إلا الران الذي غطّى على القلوب لكثرة الذنوب، فأصبح أحدنا يهرول في السيئات وينسى الطاعات، وحتى لو دخلها يومـًا فلا يجد لها طعمـًا، ولا يرى لها أثرًا بينما الله ﷻ يقول: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ ﴾ ونجده يصلي لكنه يسب يغتاب يلعن يكذب… بل قد يرتكب الكبائر وهو يصلّي!…
حتى أنه يتمنى البكاء -مثلًا- بين يدي الله خاليـًا ليفوز بحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله: (ورجل ذكر الله خاليـًا ففاضت عيناه)، وحديث: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله) لكن يرى صعوبة بالغة في ذلك، والسبب هو الحرمان الإلهي؛ لمعاصيه وذنوبه، وخاصة ما ستر عن أعين الخلق وبارز الملك الحق ﷻ، وقد ورد في الأثر أن رجلاً من بني إسرائيل أكثر من الذنوب ولم يكن من عادته ذاك، ولم يرَ عقوبات في بدنه، أو ماله، أو أهله، ثم ناجى ربه بعد مدة بقوله: رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟!
فقال الله ﷺ :( عبدي كم أعذّبك وأنت لا تشعر...! ألم أحرمك من لذة مناجاتي...!
والخشوع بين يدي…! والتذلل إليّ...! و القرب مني…! والأنس بي…! )، وهذه والذي لا إله إلا هو لهي أشد العقوبات لقوم يعقلون! :﴿ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِن حَيثُ لَم يَحتَسِبوا ﴾.
فكم هي ذنوبنا، وكم حُرمنا بسببها من الطاعات!...
بعد كتابتي المقال تذكّرت كلمة للثوري: لقد حُرمت قيام الليل ستة أشهر لذنب أذنبته!
هذا ذنب واحد إمامنا رحمك الله فما نقول نحن!، وكم سنوات نتخبّط في ظلمات ذنوبنا وما أفقنا بعد!، ولم نفطن بعد ما سبب نومنا الطويل، بل غيبوبتنا الشديدة عن الله والدار الآخرة!!!. وللأسف لعلنا لم نتحسّر يومـًا على تفريطنا، وبعدنا عن جنب الله، وعن تلك الطاعات العظيمة فتمر الطاعة تلو الطاعة ولا حسرة ولا ندم ولا حب… فليلة القدر، وساعات السحر، والآيات القرآنية، والدلائل الكونية، والنِعم الموهوبة لنا…بدون وعي وتفكير وعظة…﴿أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرَتا عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرينَأَو تَقولَ لَو أَنَّ اللَّهَ هَداني لَكُنتُ مِنَ المُتَّقينَأَو تَقولَ حينَ تَرَى العَذابَ لَو أَنَّ لي كَرَّةً فَأَكونَ مِنَ المُحسِنينَ﴾.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🖋 *-من منشورات قناة الفتاوى الشرعية للشيخ/ عبداللّه رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، للاشتراك↓*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
🪀- ولـلـتـواصل بالــشـيـخ واتـسـاب اضغط↓👇:
https://wa.me/967714256199
تعليقات
إرسال تعليق