مقالات
----⏰ *الوقت المبارك(2)*🚪----
●-هكذا سطّرها وصدق إمامنا طاووس بن كيسان اليماني حين زار أخاً له في الله سحراً فوجده نائماً فقال: والله الذي لا إله إلا هو ما ظننت أن مسلماً ينام في السحر ، قال: ولِمَ قال: لأن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل كما نحدّث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) رواه والبخاري ومسلم.
◈-السحر محطة لمغفرة ذنوب اليوم والليلة ، فيا من يقرأ رسالتي لا يليق بنا أن ننام في ذلك الوقت الذي هو أعظم وقت على مدار أربع وعشرين ساعة ، ولا يكن الديك أكيّس-أحذق- منا يقوم وقت السحر يناجي ربه ونحن نيام-كما قال الحكيم لقمان- .
◆-هذا يعقوب- عليه السلام- يؤخّر الاستغفار لأولاده إلى السحر كما قال أهل التفسير في تعليل تأخيره للاستغفار لهم في قوله تعالى: ﴿قالوا يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئينَقالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبّي إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾[يوسف: ٩٧-٩٨]
◎-ووقت السحر هو وقت النجاة من الهلاك الحسي والمعنوي ، فهذا لوط -عليه السلام- ينجّيه الله ومن معه سحراً كما قال: ﴿كَذَّبَت قَومُ لوطٍ بِالنُّذُرِإِنّا أَرسَلنا عَلَيهِم حاصِبًا إِلّا آلَ لوطٍ نَجَّيناهُم بِسَحَرٍ﴾[القمر: ٣٣-٣٤] ، فيا من تريد النجاة عليك بالاستغفار في كل وقت عامة وفي السحر خاصة.
▣-وحدّث عن عباد الله المؤمنين الذين وصفهم الله بأجل وصف: ﴿كانوا قَليلًا مِنَ اللَّيلِ ما يَهجَعونَوَبِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرونَ﴾[الذاريات: ١٧-١٨] ، بل جعل الاستغفار في السحر من صفات من يدخلون الجنة ، وقرنه الله لمنزلته عنده بمنازل عظيمة والآيات تتحدّث☜: ﴿قُل أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيرٍ مِن ذلِكُم لِلَّذينَ اتَّقَوا عِندَ رَبِّهِم جَنّاتٌ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَأَزواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصيرٌ بِالعِبادِالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنّا فَاغفِر لَنا ذُنوبَنا وَقِنا عَذابَ النّارِالصّابِرينَ وَالصّادِقينَ وَالقانِتينَ وَالمُنفِقينَ *وَالمُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ﴾* [آل عمران: ١٥-١٧].
□-وحدّث عن نبينا عليه الصلاة والسلام الذي لم يكن يدع الاستغفار قط حتى أنه لملازمته إياه يُحسب له في المجلس الواحد مائة مرة كما قال ابن عمر -رضي الله عنه-( : إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) ، هذا في غير السحر ، أما في السحر فقد جعله لازماً عليه لا يدعه مطلقاً كما في الصحيح :( ما أصبحت غداة قط إلا واستغفرت الله فيها مائة مرة) ، بل قال أنس رضي الله عنه معبّراً الأمر بالوجوب:( أُمرنا أن نستغفر في السحر سبعين مرة).
☜-فماذا بعد هذا ↑ وغيره إلا أن أقول : هل يليق بمؤمن -يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبياً رسولاً -يفوته هذا الفضل؟!
وينام وربه يضمن له المغفرة لو استغفره؟!
وإذا كان ما تقدّم حال الأنبياء والأولياء فما حالنا نحن المذنبون؟!
ألا يليق بنا أن نقوم بين يديه نسأله المغفرة؟! فالسحر فرصة ومحطة لمغفرة ذنوب24 ساعة من الخطايا والآثام ، فلنبادر ولنشمّر والمحروم من حرمه الله مثل هذا الفضل العظيم ، والأجر الجزيل .
☜- ﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًايُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًاوَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَيَجعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا﴾[نوح: ١٠-١٢]
﴿وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبيرٍ﴾[هود: ٣].
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
◈-من منشورات قناة فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي ، على تليجرام.
*للاشتراك↓👇*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
تعليقات
إرسال تعليق