يوم عاشوراء فضائله وأحكامه

#يــوم_عــاشـــوراء_فـــضـــائــلــه_وأحـــكامـــه
     ┏━━━━━━━━━━━┓
        ✍️الشيخ/ عبـدالله رفـيـق السـوطـي
     ┗━━━━━━━━━━━┛
الأستاذ الجامعي وعضــوالاتحـاد العالمي لعلماء المسلمـين..
⇣⇣⇣⇣⇣⇣⇣⇣⇣⇣⇣⇣
❃- عاشوراء: هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء: هو اليوم التاسع منه، ويبدو من مجموع الأخبار أن صيام يوم عاشوراء كان معروفًا عند قريش في الجاهلية، ومعروفًا عند اليهود كذلك.

❖- قالت عائشة: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله ﷺ يصومه، فلما قدم المدينة صامه، وأمر الناس بصيامه، فلما فرض رمضان قال: "من شاء صامه، ومن شاء تركه" (متفق عليه).
وقال ابن عباس: لما قدم النبي ﷺ (أي المدينة) فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: "ما هذا؟"، قالوا: هذا يوم صالح، نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال: "أنا أحق بموسى منكم" فصامه وأمر بصيامه (متفق عليه).

❍- وقد فرض النبي ﷺ صيامه في أول الأمر وألزم به، حتى بعث مناديه ينادي في الناس أن يلتزموا صومه من النهار، وإن كانوا قد أكلوا.

●- فلما فُرض رمضان نُسخت فرضيته، وبقي مُستحب الصيام فقط، ورتّب النبي ﷺ لمن صامه أن يغفر الله له ذنوب سنتين: فعن أبي قتادة قال: قال رسول الله ﷺ: "صوم يوم عرفة يُكفِّر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية" رووه جميعا إلا البخاري والترمذي. 

❂- ولما كان النبي ﷺ حريصًا على تَمَيُّز الشخصية الإسلامية في كل شيء، وأن يكون للمسلمين استقلالهم عن غيرهم، حث على صيام اليوم التاسع، أي مع العاشر؛ ليتميز صيامهم عن صيام أهل الكتاب؛ إذ هم يصومنه ويعظمونه، فعن ابن عباس قال: لما صام رسول الله ﷺ يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع" قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ)رواه مسلم وغيره. 

❈- ولم يرد في شأن عاشوراء شيء غير الصيام، فما أحدثه بعض الناس من التزين والاغتسال، والاكتحال والتوسعة واتخاذه موسمًا أو عيدًا تذبح فيه الذبائح ويتوسع فيه الناس - كل هذا مما لا أصل له في دين الله، ولا يدل عليه دليل صحيح.

✹- ويبدو أن هذا كان رد فعل لسلوك الشيعة الغلاة الذين اتخذوه يوم حزن وحداد عام، وضرب للصدور، ولطم للخدود، وشق للجيوب؛ تذكيرًا بمأساة الشهيد المظلوم الحسين بن علي رضي الله عنهما، وكلا الفريقين على خطأ؛ إذ لا تقاوم البدعة ببدعة، ولا يعالج الانحراف بانحراف آخر، وإنما برجوع الجميع إلى ما شرعه الله ورسوله ﷺ فعن عبد الله قال قال رسول الله ﷺ:( ليس منا من شق الجيوب وضرب الخدود ودعا بدعوى الجاهلية) رواه البخاري ومسلم. 

❀- يقول الإمام ابن القيم: (أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء، والتزين، والتوسعة والصلاة فيه، وغير ذلك من فضائل، لا يصح منها شيء، ولا حديث واحد، ولا يثبت عن النبي ﷺ فيه شيء، غير أحاديث صيامه، وما عداها فباطل، وأمثل ما فيها: "من وسَّع على عياله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته"، قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث، وأما حديث الاكتحال، والادهان والتطيب: فمن وضع الكذابين، وقابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن، والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة، وأهل السنة يفعلون فيه ما أمر به النبي ﷺ من الصوم، ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع) ا.هـ من كتابه المنير المنيف. 

✾- وسُئل شيخ الإسلام ابن تيميه: عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة، وطبخ الحبوب، وإظهار السرور، وغير ذلك إلى الشارع: فهل ورد في ذلك عن النبي ﷺ حديث صحيح؟ أم لا؟ وإذا لم يرد حديث صحيح في شيء من ذلك فهل يكون فعل ذلك بدعة أم لا؟ وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش، وغير ذلك من الندب والنياحة، وشق الجيوب، هل لذلك أصل؟ أم لا؟ فأجاب: (الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي ﷺ ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئًا، لا عن النبي ﷺ، ولا الصحابة ولا التابعين، لا صحيحًا ولا ضعيفًا، لا في كتب الصحيح، ولا في السنن، ولا المسانيد، ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، وأمثال ذلك.. ورووا فضائل في صلاة يوم عاشوراء، ورووا أن في يوم عاشوراء توبة آدم، واستواء السفينة على الجودي، ورد يوسف على يعقوب، وإنجاء إبراهيم من النار، وفداء الذبيح بالكبش ونحو ذلك، ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي ﷺ أنه: "من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة". ورواية هذا كله عن النبي ﷺ كذب، ولكنه معروف من رواية سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه، قال: بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته) وذكر أيضا: (أن الحسين رضي الله عنه، لما قتل مظلومًا شهيدًا شهادة أكرمه الله بها وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها من ظلمه واعتدى عليه، أوجب ذلك شرًا بين الناس، فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية تظهر موالاته، وموالاة أهل بيته تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، وشق الجيوب والتعزي بعزاء الجاهلية، فعارض هؤلاء قومٌ، إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته. وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشر بالشر، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال وكالاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسمًا كمواسم الأعياد والأفراح، وأولئك يتخذونه مأتمًا يقيمون فيه الأحزان والأتراح، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة) أ.هـ من مجموع فتاوى شيخ الإسلام.
   ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
🖋 *-من منشورات قناة الفتاوى الشرعية للشيخ/ عبداللّه رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، للاشتراك↓*
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

21سبتمبر قصة نكبتنا

مقالات