الكلام والسلام على الطعام

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧.

📚 -فتوى رقم( 1650 00).

⚫➖ *السؤال :*

-هل صح حديث في النهي عن السلام على الطعام؛ لأنه يتدوال: (لا سلام على طعام)، ولا أدري هل هو حديث أم ماذا؟.

✍🏻➖ *الإجابة :*

✺ -أما حديث عن النبي ﷺ فلم يرد في المنع حديث يذكر، بل الوارد غير ذلك تماما كما سيأتي، لكن قد يكون مرادهم من لا سلام على طعام أحد أمرين: إما المصافحة والناس على طعامهم فهذا مع أنه لم يرد فيه نص إلا أنه لا ينبغي، ولا يليق؛ كون الناس في شغل عنه، والمشغول لا يُشغل.

 ● -أو أن يكون المراد به السلام باللسان، فهذا من شعائر الدين، وليس بصواب الجلوس إلى الناس والدخول عليهم بدون إلقاء التحية، لا سيما والنبي ﷺ قد قال: (أفشوا السلام بينكم)، وإذا كان النبي ﷺ كان يتكلم وهو على طعامه بكلام عادي أحياناً ونصائح أحيانا أخرى فمن باب أولى السلام رداً وإلقاءً، ففي البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا بِلَحْمٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ : ( أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ... ) ثم ذكر حديث الشفاعة الطويل .

✿ -وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ سَأَلَ أَهْلَهُ الْأُدُمَ ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلَّا خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ ﷺفَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ وَيَقُولُ: ( نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ ، نِعْمَ الْأُدُمُ الْخَلُّ ).

◈ -ولقد كان ﷺ يعظ وينصح على الطعام ومن ذلك ما قال لربيبه عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ : كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ". فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ. متفق عليه

◇- وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ طَعَامًا لَمْ يَضَعْ أَحَدُنَا يَدَهُ حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ طَعَامًا، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ، فَذَهَبَ لِيَضَعَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيَدِهِ، ثُمَّ جَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّمَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيَدِهَا وَقَالَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ الَّذِي لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذَا الْأَعْرَابِيِّ يَسْتَحِلُّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَجَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ يَسْتَحِلُّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ يَدَهُ لَفِي يَدِي مَعَ أَيْدِيهِمَا ". رواه أبوداود، وعند مسلم: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ له النبي ﷺ : " كُلْ بِيَمِينِكَ ". قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ. قَالَ ﷺ: " لَا اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ ". قَالَ : فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ.

◎-ففي هذه الأحاديث وأمثالها دلالة واضحة على إباحة الكلام أثناء الطعام، وما يروى من أحاديث فيها الأمر بالحديث على الطعام، أو النهي عنه فلا يصح منها شيء كالحديث المشار إليه في السؤال.

◆-وللعلم فقد استحب الفقهاء الكلام الحسن على الطعام؛ من أجل إيناس الحضور خاصة الضيف، إلا في حالات خاصة كأن يكون المتكلم يخرج من فيه بعض الطعام حال كلامه فسيتأذى منه الحاضرون ولاشك فهنا الصواب أن يمتنع عن الكلام إلا فيما لابد منه مع إخلاء فمه من الطعام أولا، ولذا بعض الفقهاء يرى أن المشغول بلقمة في فمه فله أن يؤخر رد السلام على من سلّم عليه.     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🌍- *للاشتراك* في قناة الفتاوى الشرعية -تليجرام- للشيخ/عبدالله رفيق السوطي، اضغط👇↓
https://telegram.me/ALSoty1438AbdullahRafik
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
🌐-ويمكنك استفتاء الشيخ، أو الاشتراك في مجموعات الفتاوى الشرعية واتساب، وذلك على رقم الشيخ 👈714256199 -00967.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

21سبتمبر قصة نكبتنا

مقالات